أوضح عضو المجلس المركزي لحزب الوطن السوري؛ محمد جفال، أن الوعي السياسي هو الركيزة الأساسية التي يجب أن تمتلكها الفئة الشابة؛ لفهم الأوضاع السياسية والمساهمة في تطوير المجتمع.
مشيرا إلى أن هذا الوعي لا يقتصر على معرفة الأحداث الجارية، بل يتطلب القدرة على تحليل وربط الأحداث السياسية واستنتاج مواقف واضحة منها. وهو عملية تراكمية طويلة، تعتمد على التجارب والمواقف التي يتعرض لها الفرد خلال حياته، مع تطور التعليم واهتمام الشبان بتنمية هذا الوعي.
وأشار جفال إلى أن هناك أدوات عديدة تساهم في تشكيل الوعي السياسي، من بينها الخطاب السياسي الذي يصل إلى الأفراد من خلال وسائل الإعلام. هذا الخطاب يترك أثراً واضحاً على الشباب، إذ يتلقون كماً هائلاً من المعلومات والمواقف السياسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الإلكترونية. ومع مرور الوقت، تتراكم هذه المعلومات لتصبح مخزوناً معرفياً يمثل جزءاً من وعيهم السياسي. ومع ذلك، يرى جفال أن استهلاك الشباب لهذه المعلومات يتم بسرعة ودون تفكير عميق، مما يضعف قدرتهم على فهم السياسة بشكل شامل.
وبيّن جفال أن المشاركة السياسية هي عنصر أساسي في بناء الوعي السياسي للشباب. هذه المشاركة تبدأ من الأنشطة البسيطة مثل التعليق على الأخبار السياسية، مروراً بالإنضمام إلى النقابات أو مؤسسات المجتمع المدني، وحتى المشاركة في الانتخابات التي تعتبر من أعلى درجات الانخراط السياسي. وأكد أن الشباب الذين يتفاعلون مع هذه الأنشطة يكتسبون تجارب حياتية مهمة تساهم في تكوين وعي سياسي لديهم.
وأضاف جفال أن مستوى التعليم يلعب دوراً كبيراً في تعزيز الوعي السياسي، لكنه لا يعتبر وحده كافياً. فالتعليم الأكاديمي، رغم أهميته، يجب أن يُكمل بمتابعة مستمرة للأحداث السياسية اليومية، والانخراط في الحوارات العامة التي تتيح للشباب فرصاً لتطوير مهاراتهم في التحليل السياسي.
كما أشار جفال إلى أن الأحداث التاريخية التي مر بها المجتمع السوري، بما فيها الصراعات والحروب، كان لها تأثير سلبي على وعي الشباب السياسي. فالكثير منهم يعزفون عن خوض غمار العمل السياسي نتيجة فقدان الثقة في القدرة على إحداث تغيير حقيقي. وتعد هذه الفجوة إحدى أبرز التحديات التي يواجهها الشباب في تكوين وعي سياسي كافي.
واعتبر جفال أن الحل لتجاوز هذه التحديات يكمن في تعزيز دور المؤسسات التعليمية والمجتمعية في تقديم تجارب عملية للشباب تمكنهم من فهم السياسة بشكل أعمق. كما أكد على ضرورة أن تقدم الأحزاب السياسية برامج تدريبية وتثقيفية تتيح للشباب الفرصة للمشاركة الفعالة في الحياة السياسية، بدلاً من الاكتفاء بدور المتلقي.
في ختام حديثه، أكد محمد جفال أن الوعي السياسي عملية مستمرة لا تتوقف عند مرحلة معينة، بل تتطور مع مرور الوقت وتراكم التجارب. ودعا الشباب السوري إلى الانخراط في العمل السياسي، مشيراً إلى أن لديهم إمكانيات كبيرة، لكنهم بحاجة إلى التوجيه والدعم لتحويل هذه الإمكانات إلى قوة حقيقية قادرة على مواجهة التحديات السياسية وبناء مستقبل أفضل لبلدهم.