تتّجه الأنظار في الآونة الأخيرة نحو مسار جديد من التفاهمات بين قوّات سوريا الديمقراطية والحكومة الانتقالية في دمشق، وسط مؤشّرات متزايدة على وجود رغبة مشتركة في تجاوز مرحلة الصراع والتباعد، والبحث عن أرضية سياسية تتيح إعادة بناء الدولة السورية على أسس جديدة تراعي المتغيرات الميدانية والاجتماعية والسياسية
في هذا السياق، أكّد الأمين العام لحزب الوطن السوري، الرفيق ثابت الجوهر أن “المرحلة الراهنة تتطلّب شجاعة سياسية من الطرفين لأن ما وصلت إليه سوريا من إنهاك اقتصادي وتفكّك مجتمعي لا يمكن تجاوزه إلا عبر الحوار الجاد والمسؤول، إن تقاطع المصالح الوطنية يجب أن يكون بوصلتنا، بعيداً عن الحسابات الضّيّقة والتجاذبات الإقليمية، فمستقبل سوريا لن يُرسم إلا بإرادة أبنائها”
الأمين العام لحزب الوطن السوري، الرفيق ثابت الجوهر
ومن جانبه، أوضح عضو المكتب السياسي، الرفيق عبد القادر موحد أن “التقارب بين قسد ودمشق يمثّل لحظة اختبار حاسمة في مسار الصراع السوري، فهو يعكس إدراكاً متبادلاً بأن الصراع لم يعد مجدياً، وأن إعادة صياغة العلاقة بين المركز والأطراف باتت ضرورة لبقاء سوريا كدولة، هذا المسار يحمل إمكانية الانتقال من منطق السيطرة إلى منطق الشراكة، ومن الحكم الأحادي إلى صيغة وطنية أكثر توازناً، ما قد يفتح الباب أمام ولادة سوريا جديدة تقوم على التعدّديّة واللامركزية إلا أن نجاح هذا المسار مرهون بقدرة الأطراف على ترجمة هذا الإدراك السياسي إلى ترتيبات عمليّة تضمن التوازن في السلطة والثروة والهويّة الوطنيّة”
عضو المكتب السياسي، الرفيق عبد القادر موحد
تُظهر هذه التصريحات أن مناخاً من الواقعية السياسية بدأ يتشكّل ويعيد النقاش إلى جوهر القضية السورية بوصفها قضية وطنية تتجاوز الانقسامات، وإذا ما تمكّن الطرفان من بناء تفاهم مستدام فإن هذا قد يكون المدخل الحقيقي نحو سوريا أكثر استقراراً وعدلاً وتوازناً، سوريا تستمد قوّتها من تنوّعها وتستعيد مكانتها بجهود جميع أبنائها.