إن حزب الوطن السوري إذ تابع باهتمام وحرص مجريات كونفرانس الحسكة، وإذ يثمّن ما شهده من حوارات ومداولات تعبّر عن إرادة العديد من القوى الوطنية والمدنية في البحث عن حلول واقعية ومستدامة للأزمة السورية.
فإنه يؤكّد أن أي جهد وطني جامع، يلتزم بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويعترف بحقوق جميع مكوناتها دون تمييز، يشكّل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إنهاء الانقسام واستعادة النسيج الوطني، شريطة أن يقترن بمسار عملي واضح لتنفيذ مخرجاته.
وكما يشير الحزب إلى البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي، باعتباره مؤشّراً صريحاً على قلق المجتمع الدولي من تعثّر المسار السياسي في سوريا، ورسالة تحذير للحكومة بضرورة التعامل بجدّيّة مع متطلّبات الحل السلمي.
ويرى الحزب أن الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار 2254، ليس خياراً سياسياً فحسب، بل ضرورة وطنية لضمان الاستقرار، وأن تجاهل هذه الرسائل من شأنه أن يهدّد المرحلة الانتقالية ويعيق مشروع إعادة بناء الدولة.
في ضوء هذه التطورات المتسارعة على الساحة السورية، يؤكد حزب الوطن السوري أن المسار السياسي السلمي لا يمكن أن ينجح إلا عبر مؤتمر وطني حقيقي، يضم كافة القوى الوطنية والسياسية والمدنية، ويشكّل منصّة للحوار الشامل حول مستقبل الدولة السورية، بما يضمن مشاركة الجميع في صياغة القرارات ورسم السياسات.
وفي هذا السياق فإن الحزب يؤكد أن دعم الحياة السياسية، وتفعيل نشاط الأحزاب، وإزالة القيود عن العمل السياسي السلمي، هو المدخل الطبيعي لاستعادة الثقة بين الدولة والمجتمع، وتحمل جميع الأطراف مسؤولية مشتركة في بناء مؤسسات دولة ديمقراطية مدنية لا مركزية قائمة على سيادة القانون والمواطنة المتساوية.
إننا في حزب الوطن السوري نؤمن أن بناء دولة سورية ديمقراطية مدنية، قادرة على صون كرامة أبنائها وتحقيق تطلعاتهم في الأمن والحرية والتنمية، يتطلب شجاعة في اتخاذ القرارات، وإرادة جماعية تتجاوز الحسابات الضيّقة، وتضع الوطن فوق كل اعتبار.
الحسكة
١١ آب ٢٠٢٥
حزب الوطن السوري