أكد عبدالرزاق الملحم، رئيس مكتب شؤون العشائر في حزب الوطن السوري، على الدور التاريخي الذي لعبته العشائر في حل النزاعات المحلية، سواء داخل العشيرة الواحدة أو بين العشائر المختلفة. أشار الملحم إلى أن التحكيم بالعرف القبلي كان الوسيلة الأساسية لحل الخلافات قبل اللجوء إلى القوانين المدنية، حيث كانت القبائل تمتلك أنظمة قضائية تقليدية مثل “الملام والكبار وأهل الديار والمناشد والرسان ومناقع الدموم”، وكان لكل نوع من القضايا قاضٍ عشائري مختص.
تحدث الملحم عن إمكانية الاستفادة من الأعراف العشائرية في حل العديد من النزاعات بالطرق السلمية، خصوصا في المناطق ذات الطابع القبلي، مشيرًا إلى أن هذه الأعراف يمكن تكييفها لتلائم متطلبات المجتمع الحديث، خاصة في حل القضايا التي عجز القضاء الرسمي عن حلها، مثل العطوات العشائرية وكفالة الدفا والوفا، والتي تساهم في تخفيف حدة النزاعات.
كما أشار الملحم إلى ضرورة استمرار التنسيق بين العشائر والسلطات المحلية لضمان التماسك المجتمعي وتعزيز الجبهة الداخلية، مشدداعلى أن هذا النهج يمثل توجها أساسيا في حزب الوطن السوري. وبيّن أن للحزب مكتبا خاصا بشؤون العشائر، وهو ما يميزهم على الصعيد السياسي ويساعد في بناء جسور الثقة بين العشائر والعمل السياسي.
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السوريون، أوضح الملحم أن مكتب شؤون العشائر في حزب الوطن السوري يعمل على نشر ثقافة التسامح والتآخي، متجاوزا التحديات مثل الانحلال الأخلاقي، وظاهرة المخدرات، وضعف التنسيق مع المجتمع المحلي. وأكد أن تغير الظروف الاقتصادية والسياسية يشكل تحديًا كبيرًا أمام العشائر، مشيرا إلى ضرورة تنظيم العشائر وتوعية المجتمع لمواجهة المخططات الخارجية، خاصة تلك التي تسعى لزعزعة الاستقرار، مثل الأحداث الأخيرة في دير الزور.
واختتم الملحم حديثه بالتأكيد على دور الشباب في بناء المستقبل، مشيرا إلى أن الحزب يسعى لترسيخ القيم العشائرية الإيجابية في نفوسهم، والعمل على التنسيق بين مكتبي الشباب وشؤون العشائر لضمان مستقبل مشرق وحماية المجتمع من التحديات الحالية.