نظّم مكتب المرأة في حزب الوطن السوري في مقره بمدينة الحسكة ندوة حوارية حملت عنوان “دور المرأة في بناء سوريا الجديدة وآفاق الحل”، بحضور ممثّلات عن الأحزاب السياسية ومؤسّسات المجتمع المدني، وذلك ضمن برنامج امتد من الساعة العاشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً.
وشهدت الندوة مشاركة واسعة لممثّلات مكاتب المرأة في فروع حزب الوطن السوري من مختلف المحافظات السورية، حيث جلبت هذه المشاركة تنوّعاً في الخبرات والرؤى حول القضايا النسوية والتحديات المجتمعية في مناطقهم، وساهم هذا الحضور في إثراء النقاشات وجعل الحوار أكثر شمولية، مؤكداً حرص الحزب على تعزيز دور المرأة في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتمكينها من المشاركة الفاعلة في صنع القرار الوطني، بما يضمن تمثيلاً عادلاً لاحتياجات المجتمع السوري بأكمله.
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية، لتبدأ بعدها أعمال المحور الأول الذي قدّمته الأستاذة جاندا حاوول، عضوة الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية، حيث أكدت أن المرأة كانت في طليعة الحراك منذ اللحظة الأولى للثورة ولم تغب عن القرار رغم محاولات التهميش، وأضافت أن تضحيات النساء، من الشهيدات إلى المعتقلات، أسّست لملامح سوريا الجديدة، مشيرةً إلى أن نضال المرأة لم يكن فقط لأجل حقوقها، بل من أجل حرية المجتمع بأكمله، وأوضحت حاوول أن تجربة المرأة في شمال وشرق سوريا ضمن إطار الإدارة الذاتية شكّلت نموذجاً حيّاً للتحوّل نحو مجتمع ديمقراطي تشاركي، مؤكدة على ضرورة تمكين المرأة الريفية لكسر القيود والانخراط الفاعل في عملية البناء.
وفي المحور الثاني، تحدّثت الرفيقة شيماء الخلف، عضوة المجلس المركزي في حزب الوطن السوري، عن التحديات التي واجهت المرأة خلال سنوات الأزمة، مشيرةً إلى أنها لم تعمل في ظروف طبيعية بل وجدت نفسها في قلب العاصفة، فتعرّضت للنزوح والتهجير وضغوط اقتصادية واجتماعية قاسية، وأوضحت أن أبرز التحديات تتمثّل في التهميش السياسي، إضافة إلى المعوقات الثقافية والاجتماعية، وبيّّنت أن مواجهة هذه التحديات تمر عبر تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً، وتوفير فرص التعليم والتدريب والحماية القانونية.
من جانبها قالت رئيسة مكتب المرأة في حزب الوطن السوري الرفيقة راية عليوي، أن مشاركة المرأة هي ركيزة أساسية في أي مشروع وطني ديمقراطي، مؤكدة أن منحها المساحة الكافية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً هو الطريق الأمثل نحو العدالة والمساواة وبناء سوريا آمنة مستقرة.
واختُتمت الندوة بجملة من المخرجات والتوصيات كان أبرزها
1- تمكين المرأة سياسياً وضمان مشاركتها في صياغة الدستور الجديد.
2- تعزيز دور المرأة في المصالحة المجتمعية والسلم الأهلي وترسيخ ثقافة الحوار.
3- تمكين المرأة اقتصادياً عبر توفير فرص عمل ودعم المشاريع الصغيرة، خصوصاً في الأرياف.
4- تعزيز حضور المرأة السوريّة السياسي والإعلامي.
5- دعم عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم من خلال توفير الأمن والاحتياجات الأساسية لهم.