بيان إلى الرأي العام
إننا في حزب الوطن السوري وانطلاقاً من إيماننا العميق بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، وإدراكاً منا للتحديات التاريخية والسياسية التي تمر بها بلادنا، وحرصاً على ضرورة تجسيد تطلعات السوريين بكل مكوناتهم وأطيافهم ببناء دولتهم العادلة والقادرة على استيعاب التنوع، ندعو إلى ترسيخ حالة التوافق لرسم معالم سوريا الجديدة.
فوحدة سوريا مبدأ راسخ لا يقبل المساومة في وجدان الشعب السوري برمته، والتعددية واللا مركزية هي الحصن الذي يحمي هذا المبدأ ، مهما ظهر الاختلاف في وجهات النظر فيما بينهم فهذا لا يعني أن هناك خلاف يقود لإفشال المسار التفاوضي بين الإدارة الذاتية والحكومة الانتقالية إنما ينم عن حالة من النضج السياسي التي تجيد وضع مصلحة السوريين فوق كل الاعتبارات الضيقة.
وإننا إذ نحذر من انتهاج المركزية الإقصائية التي همّشت الأطراف وأقصت المكونات لعقود طويلة، ندعم التغيير بنظام الحكم بعد سقوط النظام والانتقال بسورية إلى اللامركزية ضمن إطار دولة واحدة موحدة، ذات سيادة، تحفظ الكرامة والحقوق وتضمن المساواة بين جميع أبنائها.
لذا فإننا نؤكد على أهمية توافق الوفود المفاوضة لتحقيق تطلعات السوريين وفق ما يلي:
1. ضرورة البناء على اتفاق العاشر من آذار بين السيد الشرع والسيد مظلوم عبدي، كنواة يتم التأسيس عليها للوصول بسوريا إلى بر الأمان.
٢. تجنب الخطاب التحريضي سياسياً وإعلامياً ودعم المسار التفاوضي ليأخذ مجراه الحقيقي والسليم تغليبا للمصلحة الوطنية العليا وتجاوز ضيق اللحظة السياسية.
٣. إبداء المرونة الكافية خلال المفاوضات لتحقيق تطلعات السوريين ببناء دولتهم العصرية الدولة التي تليق بكل التضحيات التي قدمت.
٤. تشكيل حكومة تمثل كل أطياف الشعب السوري بكافة شرائحهم وتوجهاتهم.
٥. اعتماد المسار السياسي كخيار وحيد لحل الملفات العالقة بين السوريين.
إننا في حزب الوطن السوري نثق كل الثقة بقدرة السوريين على حقن الدماء وبناء سورية الموحدة التعددية التي تلبي تطلعات الشعب السوري ونؤمن بأن سوريا لن تبنى إلا بجهود أبناءها واستنادا إلى إرادة الحياة لدى شعبنا التي لم تنكسر رغم الجراح.
الحسكة
١١ تموز ٢٠٢٥
حزب الوطن السوري