بناء المجتمعات يبدأ بالمرأة وليس من الصفر لأنها حاضنه العائله
في عالم يتغير بسرعة، تبرز المرأة كقوة لا يمكن تجاهلها. هي الأم، الأخت، الزوجة، الطبيبة، المعلمة، والقيادية. هي القلب النابض للمجتمع، والعقل المفكر الذي يسهم في تشكيل حاضرنا ومستقبلنا. لكن رغم كل ما حققته من تقدم، لا تزال تواجه تحديات تعيق مسيرتها نحو التمكين الكامل.
لا أحد ينكر النجاحات الكبيرة التي حققتها المرأة في العقود الأخيرة، لكن الطريق ما زال طويلاً. ففي بعض المجتمعات، تُحرم الفتيات من التعليم بحجة أن “مستقبلهن الزواج”، بينما تواجه أخريات عنفاً أسرياً أو تحرشاً في العمل، وكأن المجتمع يريد إبقاءها في صندوق ضيق من التوقعات البالية.
وفي العالم الاقتصادي، نجد أن المرأة تعمل بجد مثل الرجل، بل وأحياناً أكثر، لكنها لا تحصل على نفس الأجر.. كيف يمكن أن نقبل بذلك في القرن الحادي والعشرين؟ والأمر لا يتوقف عند الأجور، فحتى في المناصب القيادية، نسبة النساء ضئيلة مقارنة بالرجال، وكأن هناك خوفاً غير مبرر من أن تقود المرأة بذكاء وحكمة.
ولا ننسى النساء في مناطق الحروب، اللواتي يدفعن الثمن الأكبر. فهن يفقدن الأزواج، الآباء، والأبناء، ويضطررن لتحمل مسؤولية الأسرة في ظروف قاسية، بينما العالم ينظر إليهن بوصفهن ضحايا فقط، دون أن يمنحهن الفرص الحقيقية لإعادة بناء حياتهن.
لكن رغم كل هذه التحديات، المرأة تثبت كل يوم أنها قادرة على صنع المعجزات.
– في السياسة:نساء يتحدين الصعوبات ويصلن إلى أعلى المناصب، يثبتن أن القيادة ليست حكراً على الرجال.
-في العلم: عالمات يقدمن اكتشافات تغير العالم، من الطب إلى الفضاء، دون ضجيج، لكن بتأثير كبير.
– في الاقتصاد: سيدات أعمال يبنين إمبراطوريات من الصفر، ويخلقن فرص عمل للآخرين.
– في المجتمع: أمهات يربين جيلاً واعياً، ومربيات يصنعن مستقبل الأمة في الفصول الدراسية.
وبالتالي يجب تمكين دور المرأة لأنه عندما تتعلم المرأة، يزداد وعي الأسرة كلها.
و عندما تعمل يزداد دخل الأسرة وتتحسن ظروفها.
و عندما تشارك في القرارات السياسية، تصبح القوانين أكثر إنصافاً للجميع.
المرأة ليست ضعيفة تحتاج إلى من ينقذها، بل هي قوية وقادرة على إنقاذ نفسها والمجتمع معها. كل ما تحتاجه هو فرصة عادلة، ودعم حقيقي، وثقة بقدراتها حيث أثبتت التجارب أن الدول التي تدعم المرأة وتفتح لها المجالات، هي الأكثر تقدماً واستقراراً.
وعلى الصعيدين المجتمعي والسياسي يمكننا القول أن المرأة قادرة على تنظيم نفسها سياسياً وحزبياً وتمتلك من المقومات ما يخولها لذلك وأثبتت جدارتها في التشكيلات الحزببة السياسية تضمن للمرأة لعب دورها الريادي في تقديم نفسها على أنها عنصر اجتماعي وسياسي قادر على النهوض بالمجتمع وفق أطر منظمة تحمل نظم وطنية في ثناياها بتوازن نسوي فعال على الساحتين الحزبية والمجتمعية وبذلك يتم كسر الحالة النمطية التي وضعت المرأة فيها ” العمل والمنزل ” وأعباءهما وهذا ما قيد حركتها وعطاءها لمحيطها المجتمعي والوطني لذا فإن المرأة الحزبية هي الأكثر تنظيماً والأكثر عطاءً والأكثر فعالية خصوصاً في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها سوريا والحاجة الملحة لكل سبل العطاء لبناء البلد بعد نفض غبار الحرب فيداً بيد مع الرجل سيُبنى الوطن.
في النهاية، تقدم المجتمعات لا يُقاس بتطور التكنولوجيا أو حجم الاقتصاد فقط بل بمدى احترامه لحقوق المرأة، ومساهمتها الفعلية في البناء. لأنها حين تزدهر، يزدهر الجميع فمن حضن المرأة يبدأ المجتمع.. قوة التأسيس وعمق التأثير .فهي ليست نصف المجتمع فقط، بل كل المجتمع حاضنة القيم، بانية الأوطان.
م . سارة حسن- عضوة اللجنة التحضيرية لحزب الوطن السوري _ فرع طرطوس.