حزب الوطن السوري
  • أنشطة
  • بيانات وقرارات
  • المكتبة
    • لقاءات
    • تصريحات
  • شؤون العشائر
  • شخصية الوطن
  • عدسة الوطن
  • أقلام ورؤى
  • رؤية الحزب
حزب الوطن السوري
  • أنشطة
  • بيانات وقرارات
  • المكتبة
    • لقاءات
    • تصريحات
  • شؤون العشائر
  • شخصية الوطن
  • عدسة الوطن
  • أقلام ورؤى
  • رؤية الحزب
لايوجد نتائج
عرض جميع النتائج
حزب الوطن السوري

إقصاء المرأة السورية في الإعلان الدستوري.. تحدٍ للعدالة والمساواة

مارس 18, 2025
في أقلام ورؤى
A A
إقصاء المرأة السورية في الإعلان الدستوري.. تحدٍ للعدالة والمساواة
Share on FacebookShare on Twitter

تمر سوريا اليوم بمرحلة انتقالية حاسمة بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث تسعى البلاد إلى إعادة بناء مؤسساتها وصياغة دستور جديد يرسم ملامح مستقبلها السياسي والاجتماعي. هذه المرحلة تُعد فرصة لإعادة النظر في المبادئ والقيم التي ستُبنى عليها الدولة السورية الجديدة، ومن المفترض أن تكون فرصة لإصلاح الأخطاء التاريخية التي عانى منها المجتمع السوري، وعلى رأسها التهميش المستمر للمرأة. لكن رغم كل التضحيات التي قدمتها المرأة السورية خلال الحرب، جاء الإعلان الدستوري خاليًا من أي إشارات واضحة لدورها وحقوقها، مما يشكل انتكاسة خطيرة لمطالبها العادلة في المساواة والتمثيل السياسي.

 

على مدى عقود، ظلت المرأة السورية تعاني من التهميش الممنهج، سواء من قبل النظام السياسي أو بفعل الأعراف والتقاليد التي فرضت عليها قيودًا حدّت من استقلاليتها ومشاركتها في الحياة العامة. كانت القوانين السائدة قبل الثورة تكرس التمييز ضد النساء وتحد من حقوقهن في مختلف المجالات، بدءًا من عدم قدرتهن على منح الجنسية لأطفالهن، مرورًا بالعوائق القانونية أمام حصولهن على فرص متساوية في العمل، وصولًا إلى غياب تمثيلهن الفعلي في المناصب القيادية. لم يكن النظام السابق مهتمًا بتمكين المرأة سياسيًا أو اقتصاديًا، بل أبقاها في دائرة التبعية، حيث لم تُمنح أي فرصة حقيقية للمشاركة الفعالة في الحياة العامة.

 

وعلى الرغم من أن الحرب التي اندلعت في سوريا كانت كارثية على جميع فئات المجتمع، إلا أن النساء كنّ من أكثر المتضررين، حيث تعرضن لانتهاكات جسيمة شملت القتل، الخطف، الاعتقال، العنف الجنسي، والتهجير القسري. كما فقدت العديد منهن أزواجهن وأطفالهن، ما اضطرهن لتحمل مسؤوليات مضاعفة في إعالة أسرهن والبقاء صامدات في وجه أصعب الظروف. لكن في المقابل، أثبتت المرأة السورية قدرتها الفائقة على التكيف والصمود، حيث برزت في أدوار متعددة، من قيادة المجتمعات المحلية إلى الانخراط في الشأنين السياسي والعسكري، ما يعكس ضرورة الاعتراف بدورها وعدم تجاهله في مرحلة إعادة البناء.

 

ومع تشكيل حكومة جديدة في سوريا، كان من المنتظر أن تكون هذه اللحظة نقطة تحول في مسيرة المرأة السورية نحو نيل حقوقها السياسية والقانونية. فالمجتمع السوري اليوم يحتاج إلى إعادة بناء نفسه على أسس المساواة والعدالة، حيث لا يمكن تحقيق الديمقراطية دون ضمان مشاركة جميع فئات المجتمع، بمن فيهم النساء. لكن الإعلان الدستوري جاء ليُرسّخ الإقصاء القديم، متجاهلًا الحقوق الأساسية للمرأة، ما أثار مخاوف واسعة حول مستقبلها في سوريا الجديدة. إن استبعاد المرأة من عملية صياغة الدستور يعني استمرار الهيمنة الذكورية على القرار السياسي، والإبقاء على النساء في موقع التبعية، وهو أمر لم يعد مقبولًا بعد كل التضحيات التي قدمتها النساء السوريات خلال السنوات الماضية.

 

إن أي دستور جديد يجب أن يكون ضامنًا لحقوق المرأة، بحيث يكفل لها حياة كريمة خالية من العنف والتمييز، ويزيل جميع العوائق التي تحول دون وصولها إلى التعليم والعمل وفرص التمكين الاقتصادي والاجتماعي. كما ينبغي أن يكون للمرأة دور محوري في عمليات صنع القرار، سواء في البرلمان أو الحكومة أو المجالس المحلية، فلا يمكن بناء نظام ديمقراطي حقيقي دون إشراك المرأة في صياغة السياسات والتشريعات التي تؤثر على مستقبلها. ومن الضروري أيضًا الاعتراف بدور النساء في المؤسسات العسكرية والأمنية، بعد أن أثبتن جدارتهن في القتال والدفاع عن مجتمعاتهن خلال الحرب. الأهم من ذلك، يجب ألا يُكتب الدستور من دون مشاركة النساء، فهن الأقدر على الدفاع عن حقوقهن وضمان تمثيل مصالحهن.

 

وبينما يظل الإعلان الدستوري الجديد غامضًا بشأن حقوق المرأة، تُعد تجربة شمال وشرق سوريا النموذج الوحيد الذي منح المرأة حقوقها كاملة على المستوى الوطني. ففي هذه المناطق، تتمتع النساء بالمساواة الكاملة مع الرجال، حيث تم تطبيق نظام الكوتا لضمان تمثيلهن في جميع المناصب، بالإضافة إلى نظام الرئاسة المشتركة الذي يفرض وجود امرأة في كل منصب قيادي إلى جانب الرجل. ولم يتوقف الأمر عند الجانب السياسي، بل تعدى ذلك إلى المجال العسكري، حيث تمتلك هذه المناطق جيشًا من النساء السوريات اللواتي يقاتلن من أجل حريتهن وحماية مكتسباتهن، ما يعكس قدرة المرأة السورية على أن تكون جزءًا أساسيًا من عملية صنع القرار وحماية التجربة الديمقراطية.

 

إن استبعاد المرأة السورية من مسودة الإعلان الدستوري ليس مجرد تفصيل يمكن التغاضي عنه، بل هو مؤشر على استمرار السياسات الذكورية التي تُكرس التهميش والإقصاء. وإذا استمر هذا النهج، فإن سوريا الجديدة لن تكون سوى نسخة مكررة من الأنظمة السابقة التي تجاهلت حقوق نصف المجتمع. لذا، من الضروري أن تتحرك المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني للضغط على الجهات المعنية لضمان تضمين حقوق المرأة في الدستور الجديد، وألّا يكون مستقبل النساء مرهونًا بقرارات تُتخذ دون مشاركتهن الفعلية. كما أن على النساء السوريات أنفسهن أن يرفعن أصواتهن ويطالبن بحقوقهن، فالتاريخ أثبت أن الحقوق لا تُمنح بل تُنتزع بالنضال والمطالبة المستمرة.

 

إن مستقبل سوريا يجب أن يكون مشتركًا بين الجميع، رجالًا ونساءً، فلا يمكن بناء دولة ديمقراطية حديثة دون الاعتراف الكامل بدور المرأة وضمان مساواتها في الحقوق والواجبات. المسار الحالي الذي اتخذته مسودة الإعلان الدستوري يشكل خطوة إلى الوراء فيما يتعلق بحقوق المرأة، وهو ما يستدعي إعادة النظر فيه وتصحيح مساره لضمان أن تكون سوريا الجديدة دولة قائمة على العدل والمساواة لجميع مواطنيها، دون استثناء أو تمييز.

 

بقلم: شيرا أوسي – عضوة الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية

ShareTweetPin

مقالات مشابهة

التنظيم في سياسة سوريا الجديدة… درع الصمود ومفتاح رفع العقوبات
أقلام ورؤى

التنظيم في سياسة سوريا الجديدة… درع الصمود ومفتاح رفع العقوبات

أكتوبر 12, 2025
فشل اتفاق 10 آذار: مخاطر جِدّية على بنية الدولة السورية ومستقبلها
أقلام ورؤى

فشل اتفاق 10 آذار: مخاطر جِدّية على بنية الدولة السورية ومستقبلها

أكتوبر 6, 2025
الشباب السوري… صنّاع الغد وحملة مشروع سوريا الجديدة
أقلام ورؤى

الشباب السوري… صنّاع الغد وحملة مشروع سوريا الجديدة

سبتمبر 28, 2025
المنشور التالي
عدسة الوطن – مدينة حماة

عدسة الوطن - مدينة حماة

لجنة التنظيم والسلم الأهلي في حزب الوطن السوري تجتمع مع نظيرتها في حزب المحافظين لوضع خطة عمل مشتركة

لجنة التنظيم والسلم الأهلي في حزب الوطن السوري تجتمع مع نظيرتها في حزب المحافظين لوضع خطة عمل مشتركة

حزب الوطن السوري

حزب الوطن السوري هو حزب سياسي وطني سوري يتخذ من النضال السياسي المدني نهجاً لتحقيق أهدافه في إحداث التحول والتغيير الديمقراطي نحو سورية حرة تعددية لا مركزية

الاقسام

  • أقلام ورؤى
  • أنشطة
  • المكتبة
  • بيانات وقرارات
  • تصريحات
  • ثقافة
  • دراسات
  • شؤون العشائر
  • شخصية الوطن
  • عدسة الوطن
  • لقاءات
  • مجتمع

اخر المنشورات

  • حزب الوطن السوري يستقبل وفداً من مجلس شباب سوريا الديمقراطية ويبحثون سبل تعزيز دور الشباب في المرحلة الراهنة أكتوبر 20, 2025
  • قسد ودمشق على خطّ التوافق لرسم ملامح سوريا الجديدة أكتوبر 19, 2025
  • وفد حزب الوطن السوري يشارك بندوة حوارية لمكتب الشباب بحزب سوريا المستقبل أكتوبر 18, 2025
  • حزب الوطن السوري يستقبل مجلس الشباب العام لحزب سوريا المستقبل في الرقة أكتوبر 16, 2025
  • أنشطة
  • بيانات وقرارات
  • المكتبة
  • شؤون العشائر
  • شخصية الوطن
  • عدسة الوطن
  • أقلام ورؤى
  • رؤية الحزب

جميع الحقوق محفوظة - 2025

لايوجد نتائج
عرض جميع النتائج
  • أنشطة
  • بيانات وقرارات
  • المكتبة
    • لقاءات
    • تصريحات
  • شؤون العشائر
  • شخصية الوطن
  • عدسة الوطن
  • أقلام ورؤى
  • رؤية الحزب

جميع الحقوق محفوظة - 2025