صرّح الصحفي رواد بلان للمكتب الإعلامي في حزب الوطن السوري بأن اللجنة المكلفة بالتحضير للحوار لا تعكس التعددية المجتمعية في سوريا، حيث أن غالبيتها الساحقة تنتمي للون سياسي واحد، ما يجعلها بعيدة عن واقع الكثير من المجتمعات السورية، ويصعّب فهمها لبنية مختلف المكونات.
وأشار إلى أن تشكيل لجنة تحضيرية للحوار يجب أن يراعي تمثيل كافة المكونات والمناطق السورية، بعيدا عن ذرائع المحاصصة الطائفية والقومية التي يتم التذرع بها، خصوصا بعد حل الأحزاب الذي أدى إلى تغييب جزء كبير من المكونات المجتمعية والقومية عن المشهد، مؤكدا أن إشراكهم في المرحلة القادمة أمر ضروري لضمان نجاح أي حوار وطني شامل.
وأوضح بلان أن ما نفذته اللجنة حتى الآن لا يرتقي إلى مستوى الحوار الوطني الحقيقي، حيث أن الحوار المطروح غير ملزم لأي سلطة، وهو ما يشكل خطراً على مستقبل البلاد، إذ لا بد أن يكون الحوار أساسا لتشكيل هيئة حكم انتقالي، وبناء جيش وطني، وصياغة دستور جديد.
وأضاف أن ما يجري حاليا لا يتجاوز كونه كرنفالا خطابيا، دون تنظيم حقيقي للجلسات أو إدارة فعالة للحوار، حتى أن اللجنة لا نعلم إن كان يتم تسجيل الملاحظات والأفكار التي طُرحت خلال الاجتماعات، وهل سيتم تدوين محاضر تلك الجلسات لمعرفة ما كان يدون.
وأكد بلان أن هناك شكاوى عديدة من عدة مناطق، خاصة من حمص واللاذقية، حول أن الحوار يفتقد إلى التنظيم والجدية، وأن غياب التمثيل الحقيقي للمكونات والقوى السياسية والمدنية يجعل من المستحيل أن ينتج عن هذا الحوار أي مخرجات تحظى بدعم السوريين أو توافقهم.
ورأى أن الحوار الوطني الناجح يحتاج إلى بناء على مستوى الوحدات الإدارية، الذي يشمل جميع المكونات والقوى السياسية والمدنية، لبحث جدول أعمال وطني، يتم وضعه على أسس مقتضيات المرحلة الانتقالية وبناء الدستور، وأسس بناء الدولة السورية العصرية الممثل للجميع، والمدافعة عن الحرية التي قامت من أجلها الثورة، ودفع الشعب السوري ثمنها غاليا، حيث تنتج ممثليهم، لحوارات على مستوى المحافظات ومن ثم على المستوى الوطني، على أن تكون مخرجاته ملزمة لأي سلطة ستقود تلك المرحلة التأسيسية لسوريا التي نطمح لها كوطن ودولة تصون كرامة جميع المواطنين والمواطنات، دون أي تمييز على أساس القومية أو الدين أو الطائفة أو الرأي أو الجنس أو المنطقة.
وختم حديثه بالتأكيد على أن ما يجري ليس سوى مضيعة للوقت، حيث أن السلطة حتى الآن لم تُبدِ أي جدية في بناء دولة سورية حقيقية أو إطلاق حوار وطني حقيقي يفضي إلى نتائج ملموسة.