إننا في حزب الوطن السوري، وباسم كل الأحرار من أبناء شعبنا السوري على امتداد مساحة الوطن نرفع صوتنا عالياً لنقول: إن ما تسمّى بـ”انتخابات مجلس الشعب” التي فرضتها السلطة ليست إلا مشهداً مكرّراً من مشاهد ممارسات النظام البائد،
إنها ليست أكثر من تكرار باهت لنهج أحادي عقيم، يسخر من آمال السوريين، ويصادر حاضرهم ومستقبلهم والوطن الذي حلموا به وأرادوه.
أيها السوريون الأحرار، إن إقصاء محافظات كبرى مثل الحسكة والرقة والسويداء، التي تمثّل شرياناً من جسد الوطن بذريعة واهية اسمها “المناطق غير الآمنة”، هو فعل لا يمكن وصفه إلا بالعبث السياسي، فكيف تُبنى دولة على قاعدة استبعاد ثلثها؟
وكيف يُشرّع مجلس يدّعي تمثيل الشعب فيما هو يلغي أصوات الملايين؟
إننا نعلنها صراحة “هذه الانتخابات منقوصة وباطلة بالشرع الوطني والسياسي، لا وزن لها ولا قيمة”.
إن الطريق إلى الخلاص واضح لا لبس فيه: مؤتمر وطني جامع، يولد منه عقد اجتماعي جديد أو إعلان دستوري يُرسى على أساسه نظام انتخابي حرّ ونزيه، تُبنى به أعلى سلطة في البلاد — السلطة التشريعية — التي يجب أن تكون مرآة صادقة لإرادة كل السوريين، لا أداة طيّعة بيد فئة متسلطة.
أمّا الحياة السياسية المعطّلة، والأحزاب المقيّدة، فهي وصمة عار في جبين الحياة الوطنية واغتيال صريح للإرادة الشعبية، إن تغييب الحوار الوطني الشامل، ومصادرة حق الشعب في التعدّدية والاختلاف، يرقى إلى جريمة سياسية وأخلاقية، تضع البلاد على حافة التفتّت والانهيار،
إن سوريا التي ننشدها ليست صورة على ورق ولا صدى في الشعارات، بل عهد مكتوب بدماء السوريين وميثاق لأجيالهم، سوريا الديمقراطية، التعددية، الموحدة، اللامركزية، الحرّة.
سوريا التي تُبنى على إرادة شعبها الحر، لا على توازنات هشّة ولا على صفقات الغرف المغلقة،
ومن هنا فإننا نؤكّد على أننا لن نعترف بأي انتخابات تُدار بغير إرادة الشعب، ولن نقبل بأي شرعية تُبنى على الإقصاء والتهميش، فإرادة السوريين أقوى من كل الأقفاص، وصوتهم أصدق من كل أبواق الزيف.
الحسكة
٢٤ آب ٢٠٢٥
حزب الوطن السوري.