تحدث صبري حسين، نائب رئيس مكتب التنظيم في حزب الوطن السوري، حول الواقع السياسي السوري وتأثيراته على المنطقة، قائلاً: “لا يمكن للقرارات السورية أن تكون مستقلة تماماً في ظل الضغوط التي تمارسها بعض الدول الإقليمية. المصالحة التي يجري الحديث عنها هي شكلية وخجولة ولم تصل بعد إلى مستوى التغييرات الحقيقية، فهي تفتقد للعمق والمضمون”.
وأشار حسين إلى طبيعة التحالفات الإقليمية قائلاً: “إن التحالفات، حتى وإن تمت بطريقة أحادية، لا تشكل مشكلة لدى الأطراف المختلفة، خاصة أنها تنبع من حسابات ومصالح سياسية بحتة. السياسة ليست قائمة على العواطف والمواقف الثابتة، بل هي انعكاس للمعطيات المتغيرة. المواقف السياسية عادة ما تكون مؤقتة ومبنية على الظروف الآنية، مما يجعل الرهان عليها غير ممكن”.
وتابع حسين موضحاً الموقف الإقليمي: “إيران أعطت موافقتها الضمنية على بعض التحركات السياسية، فيما تظل تركيا تتحدث بشيء وتفعل شيئاً آخر. وعلى الرغم من محاولات الانخراط في القضايا الإقليمية، يبقى تأثيرها على الأرض متبايناً”.
وحول تأثير التحولات الإقليمية، قال حسين: “التغيرات التي شهدتها المنطقة أثرت بشكل كبير على الوضع السوري. حالياً، لا تبدو الأوضاع في باقي الدول أفضل من سوريا، ولم تتمكن تركيا من تحسين موقفها في ظل الحرب القائمة. إضافة إلى ذلك، تعجز القوى الدولية عن توجيه الضغوط بشكل فعّال، خاصة فيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي”.
وأختتم صبري حسين حديثه بالإشارة إلى تعقيدات المشهد السوري الإقليمي قائلاً: “إن مواقف الدول المجاورة لسوريا تُرصد بعين العالم، بينما يبقى التعاطف الدولي مع القضية السورية محدوداً وخجولاً، ولم يرقَ إلى مستوى الجدية في التعامل مع التحديات التي تواجهها البلاد”.