سنوات من الصراع كانت كفيلة بترسيخ لغة السلاح كوسيلة لحسم الخلافات بين السوريين، حتى باتت البنادق حاضرة أكثر من الكلمة، وغاب الحوار الذي كان يمكن أن يجنب الجميع الكثير من الألم والدمار، اليوم وبعد كل ما حدث، لم يعد أمام السوريين سوى إعادة الاعتبار للغة العقل واستعادة ما تفتت من جسور الثقة بين أبناء الشعب الواحد.
وفي هذا السياق يؤكد الأمين العام لحزب الوطن السوري، الرفيق ثابت الجوهر، أن السوريين لم يختاروا الحرب يوما، بل فرضت عليهم بأساليب وأدوات خارجية، مضيفا أن «السلاح لم يكن يوما وسيلة بناء، بل هو طريق للهدم والتفكك، وأن ما يمكن أن يفعله الحوار في ترميم العلاقات لا تستطيع فوهات البنادق إنجازه مهما طال أمدها» ويرى الجوهر أن المسؤولية اليوم تقع على عاتق جميع القوى الوطنية لإعادة الروح لقيم التعايش والتكاتف بين المكونات، بعيدا عن الخطابات التي تغذي الانقسام وتبرر العنف.
الأمين العام لحزب الوطن السوري الرفيق ثابت الجوهر
أما على مستوى المجتمع، فتبرز الحاجة الماسة لتكريس ثقافة التسامح والتفاهم في تفاصيل الحياة اليومية، بعيدا عن التجييش والتحريض وهنا يشير الرفيق الدكتور إيهاب سمندر، رئيس فرع دمشق، إلى أن اللحظة الراهنة هي فرصة لإثبات أن السوريين قادرون على تجاوز جراحهم متى ما صدقت النوايا، مؤكدا أن «بناء الثقة من جديد يبدأ حين يعترف كل طرف بأن لا منتصر في لغة الحرب، وأن الانتصار الحقيقي هو حين يقبل الجميع ببعضهم البعض شركاء في وطن واحد، مهما اختلفت اتجاهاتهم وأفكارهم».
الدكتور إيهاب سمندر، رئيس فرع دمشق لحزب الوطن السوري
هكذا فقط يمكن للسوريين أن يفتحوا أبواب الغد على واقع مختلف، أساسه الحوار لا الاقتتال، والبحث عن القواسم المشتركة لا تكريس التنافر والفرقة، ليكون الوطن مظلة أمان وعدل وسلام لجميع أبنائه.