شارك الأمين العام لحزب الوطن السوري، الرفيق ثابت الجوهر، في الاجتماع الذي ضم عدد من ممثلي الأحزاب السياسية في شمال وشرق سوريا والوفد الأوروبي – البريطاني الزائر للمنطقة، حيث قدّم مداخلة شاملة عبّر فيها عن رؤية الحزب لمستقبل سوريا وما تمر به من تحديات تعيق مساعي السوريين في الوصول إلى حلول مستدامة تنهي معاناتهم مقدما جملة من المقترحات والرؤى الوطنية التي تعزز مساعي الاستقرار في عموم الجغرافية السورية .
هذا وأكد الرفيق الأمين العام في مستهل حديثه على أن سوريا تمر بمنعطف مصيري نتيجة استمرار الصراعات الداخلية والخارجية, خصوصا في ظل الانتهاكات المستمرة من قبل تركيا وإسرائيل بوصفهما دولتا احتلال للأراضي السورية وهو ما يقوض مساعي استعادة السيادة الوطنية ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.
وأشار الأمين العام لحزب الوطن السوري إلى المخاطر المتجددة لخلايا داعش وتهديدها الأمني المتواصل مشدداً على ضرورة العمل على تعزيز دعائم الاستقرار الأمني وضبط سجون التنظيم ومخيم الهول، وذلك بالاستناد إلى الشراكة المتينة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي في مواجهة الإرهاب، لحين الوصول إلى مرحلة من الاستقرار الكامل في المنطقة.
كما لفت الرفيق الأمين العام النظر إلى أهمية دعم الإتفاق الموقع بين الجنرال مظلوم عبدي والسيد أحمد الشرع واصفا إياه بأنه يشكل خطوة جادة نحو جمع مختلف الأطراف السورية على طاولة الحوار، وإطلاق عملية سياسية “سورية-سورية” شاملة لا تُقصي أحدا وتقوم على التمثيل الحقيقي لكافة المكونات السورية دون استثناء أو تهميش وهي خطوة نابعة من موقع المسؤولية الوطنية الجامعة.
وأوضح الجوهر أن حزب الوطن السوري يرى في اللامركزية الديمقراطية على كامل الجغرافية السورية الحل الوحيد والواقعي لضمان وحدة سوريا أرضا وشعبا خصوصا بعد التجربة المريرة التي عاشتها البلاد خلال السنوات الماضية من قمع مركزي، وتهميش للمناطق البعيدة عن مركز القرار.
كما وأشاد الرفيق ثابت الجوهر بتجربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وما حققته من خطوات متقدمة على صعيد بناء نظام ديمقراطي، وضمان حرية العمل السياسي، وخلق بيئة مناسبة لعمل الأحزاب، وتعزيز حالة التعددية السياسية التي ساهمت في ترسيخ قيم المواطنة المتساوية.
وتحدّث الجوهر بإسهاب عن تجربة قوات سوريا الديمقراطية التي شكّلت خط الدفاع الأول بتكاتف أبناء شمال وشرق سوريا في وجه تنظيم داعش، لتساهم هذه القوات على مدار سنوات طويلة بشكل مباشر في تحقيق الأمن والاستقرار وتحرير مناطق واسعة من براثن الإرهاب.
مشدداً على أن هذه التجربة العسكرية الوطنية تستحق الدعم والتقدير من كافة القوى الدولية الراغبة فعلاً في إنهاء معاناة الشعب السوري وتحقيق تطلعاته في العيش بحرية وكرامة وعدالة.
وختم الأمين العام مداخلته بدعوة المجتمع الدولي والوفد الأوروبي إلى الوقوف بجانب قضية الشعب السوري لحين تحقيق مطالبه العادلة ودعم الجهود الرامية لإنهاء الخلافات والوصول لعتبة استقرار البلاد ما يمهد الطريق أمام عملية سياسية شاملة تضمن مشاركة كافة السوريين في رسم مستقبل بلادهم ، بسبب حساسية المرحلة ودقة الظرف والحاجة إلى شجاعة سياسية وقرارات مسؤولة لحماية وحدة سوريا وتثبيت ركائز الاستقرار فيها.
يذكر أن الاجتماع شكّل فرصة مهمة لتبادل الآراء بين ممثلي الأحزاب السورية والوفد الأوروبي – البريطاني، في وقت تتعاظم فيه التحديات الإقليمية والدولية، وتُفتح أمام سوريا أبواب جديدة نحو الحل إذا ما تم البناء عليها بحكمة ومسؤولية وبمشاركة جميع الأطراف السورية.