أوضح عضو المجلس المركزي في حزب الوطن السوري، حامد الخليل،في حديث لصحيفة روناهي السورية، أن التوترات في منطقة الشرق الأوسط قد أثرت بشكل مباشر على سوريا وأثارت تداعيات معقدة في المنطقة. جاء ذلك في سياق تعليقه على تصريح ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، الذي حذّر من أن توسع العمليات العسكرية في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى عواقب كارثية، خصوصا مع احتمال قيام إسرائيل بعملية برية في سوريا.
وبيّن الخليل أن إيران تعد من أكثر القوى المتأثرة بالهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، حيث تثير هذه الهجمات تساؤلات حول الموقف الحالي لحكومة دمشق التي تلتزم الحياد رغم استهداف الداخل السوري. وأشار إلى أن سوريا تواجه خيارين صعبين؛ إما طرد الميليشيات الإيرانية وحزب الله، أو الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وإلا ستبقى البلاد عرضة للهجمات المستمرة.
وفيما يتعلق بالدور الروسي، أكد الخليل أن موسكو تراقب الصراع بشكل حثيث، خاصةً أنها تمتلك علاقات معقدة مع الأطراف الثلاثة: إيران، إسرائيل، وسوريا. ولفت إلى أن التقاطع بين المصالح الروسية والإيرانية في سوريا ظل متوازنا إلى حد كبير، إلا أن التطورات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة وضعت موسكو أمام خيارات صعبة، بين الاستمرار في تمرير الضربات الإسرائيلية أو زيادة دعمها لخصوم إسرائيل دون التورط المباشر.
ونوّه الخليل إلى أن معاناة الشعب السوري جاءت نتيجة تداخل مصالح الدول على الأراضي السورية، فضلًا عن تمسك حكومة دمشق بمواقف غير مرنة تجاه الحلول المطروحة، ما أدى إلى تدهور الوضع المعيشي وتدمير البنية التحتية وهجرة ملايين السوريين.
كما أشار الخليل إلى أن دول الخليج سعت لتطمين إيران عبر النأي بنفسها عن الصراع الإيراني الإسرائيلي، إذ ضغطت على واشنطن لمنع إسرائيل من استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، من خلال رفضها فتح أجوائها للهجمات.
وفي ختام حديثه، لفت الخليل إلى أن ما يحدث اليوم في غزة ولبنان وسوريا هو نتيجة لصراعات تديرها ميليشيات موالية لإيران، تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة وتوسيع نفوذها في المنطقة. ويرى مراقبون أن المدنيين والشعوب هم الخاسر الأكبر من هذا الصراع، إذ تستمر القوى الدولية والإقليمية في تحقيق أهدافها على حساب استقرار المنطقة ومعاناة شعوبها.