في ذكرى الهجوم الوحشي الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي على مدينة كوباني، صرح عبد القهار فتاح، عضو المكتب السياسي في حزب الوطن السوري، بأن كوباني ليست مجرد مدينة عادية، بل تحتل موقعا استراتيجيابارزا، حيث تقع على الحدود السورية وتربط بين عدة مدن، مما جعلها هدفًا رئيسيا لداعش بعد أن استولى التنظيم على مدينة الموصل وسيطر على أسلحة الجيش العراقي، ليصبح قوة مرعبة هددت استقرار المنطقة.
وأشار فتاح إلى أن الهجوم على كوباني لم يكن مجرد عمل عسكري معزول، بل كان جزءا من مخطط أوسع تم تحريكه من قبل جهات دولية وإقليمية كانت تسعى لتحقيق أهداف خاصة من خلال دعم داعش سرا. وأوضح بأن الهدف من وراء تلك الهجمات كان زعزعة استقرار المناطق الحدودية والتمهيد لمزيد من التوسع للتنظيم في سوريا. ومع ذلك، واجهت هذه المخططات مقاومة شرسة وغير متوقعة من وحدات حماية الشعب، التي صمدت في وجه الهجوم من ثلاثة محاور، ورغم الفارق الكبير في العتاد والقوة، إلا أن هذه الوحدات أثبتت قدرتها على مقاومة أعتى تنظيم إرهابي.
وأضاف فتاح بأن الصمود البطولي في كوباني لفت أنظار المجتمع الدولي، مما دفع قوات التحالف الدولي إلى التدخل لمساندة وحدات حماية الشعب في معركة تاريخية ضد تنظيم داعش. وأشار إلى أن كوباني تحولت خلال هذه المعركة إلى “مدينة أشباح”، حيث افرغت من سكانها وتعرضت لدمار واسع النطاق، في ظل معاناة إنسانية كبيرة عاشها السكان الذين نزحوا عن مدينتهم وتعرضوا للويلات بسبب هذا الصراع.
كما أكد فتاح بأن هزيمة داعش في كوباني لم تكن مجرد انتصار عسكري في منطقة محددة، بل كانت بداية النهاية للتنظيم الذي شكل تهديداعالميا.
إذ أن هذه الهزيمة قلبت موازين القوى وكشفت هشاشة التنظيم الذي كان يُعتبر قوة لا تُقهر. كوباني باتت رمزا للمقاومة ضد الإرهاب، وأثبتت للعالم أجمع بأن التنظيمات الإرهابية مهما بلغت قوتها يمكن هزيمتها عندما تتكاتف الجهود المحلية والدولية.