أكدت آلاء الحمد، الإدارية في مكتب المرأة ضمن حزب الوطن السوري، أن ظاهرة زواج القاصرات أو الزواج المبكر ما تزال منتشرة بشكل ملحوظ في بعض المجتمعات، على الرغم من التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي يشهده العالم. وأشارت إلى أن هذه الظاهرة تتحدى جميع الإرشادات التي تصدرها المؤسسات الإعلامية، والمنظمات النسوية، وحتى الأطباء الذين يحذرون بشكل دائم من المخاطر الكبيرة التي يسببها الزواج المبكر على الفتيات. هذه المخاطر لا تقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل تمتد إلى الصحة النفسية للفتيات، حيث قد يتسبب الزواج المبكر في تعرضهن لصدمات نفسية طويلة الأمد نتيجة المسؤوليات الكبيرة التي تلقى على عاتقهن في سن مبكرة.
وأضافت الحمد أن المشكلة لا تكمن فقط في استمرار هذه الظاهرة، بل أيضًا في طريقة اتخاذ القرار بشأن زواج الفتاة، حيث يتم تزويج الفتيات في كثير من الحالات دون أخذ موافقتهن أو رأيهن في هذا القرار المصيري. وغالبًا ما يتم ذلك بناءً على ضغوط اجتماعية أو اقتصادية، دون التفكير في العواقب السلبية على مستقبل الفتاة.
وأوضحت الحمد أن هناك حاجة ماسة إلى تضافر الجهود لزيادة الوعي المجتمعي حول خطورة هذه الظاهرة. وتطرقت إلى ضرورة تعزيز حقوق الفتاة في المجتمع، بدءًا من حقها في التعليم الذي يعد من أبسط حقوقها، وصولًا إلى حقها في اختيار شريك حياتها والوقت المناسب للزواج. وأشارت إلى أن هذه الحقوق ليست مجرد رفاهية، بل هي ضرورة لضمان مستقبل أفضل للفتاة وللمجتمع ككل.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن مكافحة هذه الظاهرة تتطلب جهودًا متكاملة من جميع الجهات المعنية، سواء كانت حكومية، تعليمية، أو مدنية. كما شددت على ضرورة وضع خطط توعوية طويلة الأمد تهدف إلى تغيير المفاهيم التقليدية التي تدفع نحو زواج القاصرات، والعمل على تمكين الفتيات ومنحهن الفرصة الكاملة لتحقيق إمكانياتهن والمشاركة الفعالة في بناء مجتمع أكثر عدالة وتقدمًا.