المشهد السياسي في إقليم شمال شرق سورية
تشهد الساحة السورية مؤخراً تطورات كثير وبوتيرة متسارعة على الصعيد السياسي والعسكري لكن في الحقيقة هذه التطورات لا تصب في مصلحة الشعب السوري ولا إنهاء الأزمة التي جعلت أبناء هذا الشعب يعيش معاناة منذ سنوات طويلة.
يجري الحديث منذ مدة ليس بالقليلة عن تطبيع العلاقات وتقارب بين حكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي وفي ذات الوقت نجد بأن التهديدات التركية مستمرة على مناطق شمال شرق سورية فهل سيكون مشروع الإدارة الذاتية قربان على مذبح الاتفاقيات الدولية؟
بالنسبة لحكومة دمشق لم تبد أية جدية لحوار سوري سوري يفضي إلى إتفاق بين السوريين وفق دستور جامع أما النظام التركي فهو لا يترك فرصة إلا وحاول تضييق الخناق على الإدارة الذاتية وصلت إلى استهداف المرافق الحيوية والبنى التحتية بمحاولة منه لإضعاف هذا المشروع بل أتجه إلى أبعد من ذلك بالذهاب إلى العراق وعقدت اتفاقية من شأنها أن تشرعن الاحتلال التركي في شمال العراق والتحكم بالقرار السيادي وربما قطع للاستيراد والتصدير ما بين إقليم شمال شرق سورية وإقليم كردستان العراق.
إذا ما قيمنا أسباب هذا الجنون الذي أصاب النظام التركي سنجد بأن هناك عدت نقاط الانتخابات البلدية على سبيل المثال في مناطق الإقليم فور الإعلان عنها النظام التركي بدأ بإطلاق التهديدات والضغط على حلفائه الغرب لمنع إقامة الانتخابات لماذا باختصار لأن النتائج ستكشف جميع الأكاذيب التي يروج لها هذا النظام أضف إلى ذلك أحد أهم الأهداف التي يسعى لها النظام التركي هي عدم الاستقرار في المنطقة لذلك يسعى جاهداً لخلق توترات في المنطقة وبطبيعة الحال الصمت الدولي تجاه ممارسات الدولة التركية.
ما نريد الوصول له كسوريين هو إنهاء الأزمة السورية عبر حوار سوري سوري يفضي إلى حل ينسجم مع القرارات الأممية وعلى رأسها القرار 2254 ويجب على جميع الأطراف فهم ألا حل عسكري وهذا ما تم تجربته لسنوات على كل الوطنيين إن كانت شخصيات أو كيانات الدفع إلى الجلوس على طاولة الحوار لإعادة سورية إلى مكانتها الطبيعية بين الدول وعدم فتح المجال أمام التدخلات الخارجية التي تبحث عن مصالحها الشخصية بعيدا عن طموح و تطلعات السوريين
بقلم عضو المجلس المركزي لحزب الوطن السوري عكلة السعيد