عندما نقول دور الشباب في السياسة يتبادر إلى الأذهان بأن هذا الملعب -السياسة- لا يصلح للشباب هكذا وجدنا آبائنا منذ أن تشكل الوعي و ملكة الإدراك وجدنا أن السياسة حكر على رجال كبار السن أصغرهم عمرا يتجاوز الخمسين ومن هنا نقول بأن الشباب في سورية سابقاً يصلح لكل شئ عدا السياسة تجد الشباب علماء وأطباء وفلاسفة وفي جميع مجالات الحياة ومفاصلها وهذه تعتبر من المفارقات الكبيرة كيف تعتمد على الفئة الشابة في بناء الاقتصاد والعلم وبذات الوقت محرم عليهم دخول السياسة و الحجج كثيرة منها قلة الخبرة عدم الدراية لا يمتلكون الحنكة والكثير الكثير من المصطلحات المغلفة التي تقصي الشباب من العمل السياسي لذلك أتجه الكثير من الشباب إلى الواقع الافتراضي التي يستوعب منصات كثيرة مكنت الشباب من إعطاء آرائهم السياسية دون طلب الإذن من أحد.
قد يتساءل قارئ و يقول لماذا لا يُنظمون في أحزاب سياسية تتيح لهم العمل السياسي وهنا نقول بأن معظم الأحزاب كانت تفتقر للقاعدة الحزبية العريضة بمعنى أدق سابقاً كل الشباب حتى منذ نعومة أظفارهم يجدون أنفسهم منسبين للحزب الحاكم بالصدفة أما من خلال المدرسة التي تنسب الطلبة أو من يرتاد المراكز الثقافية أو من يبحث على عمل يجد نفسه منسب للحزب لكن هل هذا الانتساب الذي يعطي الشباب الحق بالعمل السياسي بطبيعة الحال الجواب لا لأنه ببساطة سورية كانت تفتقر للحياة الحزبية الحقيقية و الناضجه أضف إلى ذلك الأوضاع المعيشية التي باتت تجبر الشباب على البحث عن رغيف الخبز لذلك اقتصر دور الشباب في الأحزاب السياسية التقليدية بوجودهم كرقم انتساب لهذا الحزب أو ذاك وبأفضل الأحوال توجه لهم الدعوة للمشاركة بتظاهرة وترديد بعض الهتافات دون أن يكون لهم أي دور فاعل بخطة الحزب أو الرؤية السياسية.
الآن ما بعد العام 2011 خصوصا في مناطق شمال شرق سورية هناك تجربة تعددية للأحزاب ومجمل الأحزاب السياسية مدركة تمام الادارك أن أي مشروع ناجح يجب أن يرتكز على قاعدة عريضة من الشباب لذلك بدأ يظهر دور الشاب والمرأة على حد سواء في أي مشروع سياسي في المنطقة وبات العمل في هذه المرحلة مختلف عن ما سبق الآن يجب توعية الفئة الشابة وتمكينهم ليكونوا فاعلين بأي عملية سياسية أن يكونوا في مراكز القيادة إذا تطلب الأمر وأن يشاركوا أفكارهم ومشاريعهم وطموحاتهم لوطن جديد يحترم الجميع على أساس المواطنة بعيدا عن الجنس أو القومية أو الدين.
بقلم رئيس فرع الحسكة لحزب الوطن السوري
أيهم الشيحان