إن إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة عام ألفان وأربعة عشرة في الحادي والعشرين من كانون الثاني وامتدادها لتشمل كوباني وعفرين لاحقا ولتصبح النواة الأولى لتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية لعموم شمال وشرق سوريا بعد أن تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحرير كافة المناطق من إرهاب داعش
ويتشكل عندها النموذج الأمثل للحل الديمقراطي في عموم الجغرافية السورية
ولعل أن القراءة الموضوعية تثبت أن الإدارة الذاتية الديمقراطية استطاعت تحقيق إنجازات كبيرة على مختلف الصعد رغم كل المعوقات المتمثلة بالتنظيمات الإرهابية مرورا بالهجمات التركية المتكررة ووصولا إلى تقاعس المجتمع الدولي والإقليمي في كيفية التعاطي مع قضية السوريين
ومابين هذا وذاك تعرضت الإدارة الذاتية الديمقراطية لمجموعة من المشاكل الداخلية التي نجحت الإدارة في تخطي بعضها وما يزال بعضها الآخر يعرقل عملية السير الطبيعية لعمل المؤسسات
إن الإدارة الذاتية بالرغم من كل هذه المشاكل يمثل عامل البقاء لها بحد ذاته نجاحا كبيرا ووجود بعض الخلل في عمل المؤسسات يعتبر حالة طبيعية بالنسبة للظروف التي نمر بها
وهنا لابد من النظر إلى الإدارة الذاتية بعين ناقدة من أجل البناء لا الهدم والاستمرار لا السقوط ونحن في حزب الوطن السوري كنا نقول منذ البداية أننا نشجع ونعمل على توضيح وتصويب الأخطاء لا التشنيع بها والحاجة إلى إدراك الجميع لفقه الواقع وطبيعة المرحلة لأن فكرة أن يحكم الشعب نفسه بنفسه بحد ذاتها تعبير عن رقي إنساني ومجتمعي منقطع النظير ونجاح التجربة منذ البداية بلا أخطاء يدخل في دائرة المستحيل
والعمل على تجاوز الأخطاء والوصول إلى حالة الرضا المتبادل بين الشعب من جهة والمؤسسات من جهة أخرى يحتاج إلى خلق حالة من التوازن بين رؤية واقعية للأهداف والقدرة على تحقيقها
فالتركيز على الواقع وحده دون تشجيع التطلع يؤدي إلى الركود والإحباط كما أن التركيز على الطموح دون مراعاة الواقع والظروف يؤدي إلى قرارات غير مستنيرة ومغامرة غير محسوبة
وهنا لابد من فهم الواقع فهما جيداً ووضع أهداف طموحة مع مراعاة القدرات والموارد المتاحة عندها سيتحقق النجاح بشكل مستدام مع مراعاة تعيين خطط استراتيجية تحدد أهداف طويلة الأجل ومتوسطة وقصيرة وتحديد الأولويات بشكل موضوعي والاعتماد على الوعي الذاتي فلا أحد يرعانا مثل أنفسنا وفق مقولة من يعرف كيف ينتصر على نفسه لن يهزم أبدا.
بقلم الناطق الرسمي لحزب الوطن السوري
د.محمد درويش