تمر سوريا بمرحلة حاسمة في تاريخها الحديث حيث تتشابك الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع تداعيات الصراع المستمر منذ سنوات طويلة، هذا الواقع المؤلم انعكس على حياة المواطنين اليومية، وزاد من نسب الفقر والبطالة وأدّى إلى تدمير البنية التحتية الأساسية، في ظل هذه الظروف تتزايد الدعوات المحلية والدولية لاعتماد الحلول الدبلوماسية كخيار استراتيجي يوقف نزيف الدم، ويعيد بناء الثقة بين مكوّنات المجتمع ويمهّد الطريق أمام مصالحة وطنية شاملة تضمن استقرار سوريا على المدى الطويل.
في هذا السياق شدّدت الرفيقة الدكتورة رندة العجيلي رئيسة فرع الرقة لحزب الوطن السوري على أن الخروج من الأزمة السورية يتطلّب تضافر جهود جميع الأطراف الوطنية والدولية بعيداً عن الحسابات الضيّقة والمصالح المؤقتة، وقالت العجيلي: إن إنقاذ سوريا من واقعها المرير لا يمكن أن يتحقّق إلا بتضافر كل الجهود الوطنية والدولية وتغليب مصلحة الشعب السوري على أيّة اعتبارات سياسية أو فئوية، فالحلول الدبلوماسية تبقى الخيار الأنجع لإيقاف نزيف الدم وإعادة بناء الثقة بين مكوّنات المجتمع.
الدكتورة رندة العجيلي رئيسة فرع الرقة لحزب الوطن السوري
ونوّهت العجيلي إلى أنه اليوم نحن أمام مسؤولية تاريخية لصياغة مستقبل يليق بسوريا وشعبها، ويعيد للدولة حضورها الطبيعي في محيطها العربي والإقليمي، مؤكدة أن نجاح أيّة عملية سلام يعتمد أولاً على إرادة السوريين أنفسهم لتجاوز خلافاتهم وإعلاء مصلحة الوطن فوق أيّة مصالح شخصية أو فئوية، وأشارت العجيلي إلى أن المجتمع الدولي مطالب بدعم جهود الحل السياسي لكن الدور الأكبر يظل لسوريا نفسها في رسم خريطة الطريق للمصالحة والبناء.
ومن جهتها أكدت الرفيقة وداد ملكاني عضوة قيادة فرع دمشق لحزب الوطن السوري أن سوريا لن تنهض من جراحها العميقة إلا إذا اجتمعت جميع القوى الوطنية والاجتماعية تحت سقف مشروع جامع، وأضافت ملكاني أن السلام المستدام لا يولد من ساحات القتال بل من إرادة صادقة للحوار والتفاهم، فسوريا لن تنهض إلا بتكامل الأدوار وتوحيد الرؤى بين القوى الوطنية والاجتماعية واعتماد لغة الحوار على لغة السلاح.
الرفيقة وداد ملكاني عضوة قيادة فرع دمشق لحزب الوطن السوري
وأشارت ملكاني إلى أن المصالحة الوطنية الشاملة المبنية على العدالة والمشاركة الحقيقية لكل الأطراف هي الطريق الأمثل لإنهاء الانقسامات وإعادة الحقوق للشعب السوري وضمان حياة كريمة لكل المواطنين، وأضافت: علينا جميعاً أن نرتقي فوق خلافات الماضي، وأن نضع مصلحة الوطن العليا نصب أعيننا، فالوطن أغلى من أي اختلاف سياسي أو اجتماعي.
تتقاطع تصريحات الدكتورة رندة العجيلي والرفيقة وداد ملكاني عند نقطة محورية مفادها أن الحل العسكري لم يعد خياراً وأن إنقاذ سوريا يمر حتماً عبر الحوار والتفاهم والدبلوماسية النشطة إذ أن تضافر الجهود الوطنية والدولية ووضع خطّة استراتيجية واضحة للبناء والمصالحة هو السبيل الوحيد لإعادة سوريا إلى مسارها الطبيعي وتحقيق مستقبل مستقر وآمن للأجيال القادمة قائم على السلام والعدالة والوحدة الوطنية.