منذ انطلاق الثورة السورية كانت المرأة في قلب الحراك الشعبي والسياسي تقف في الصفوف الأمامية منادية بالحرية والكرامة لم تكن مجرد شاهدة على الأحداث بل كانت فاعلة في كل مجالات الحياة سياسية اجتماعية اقتصادية بل وحتى عسكرية أثبتت المرأة السورية في لحظات الحسم أنها قادرة على تجاوز القيود التي فرضت عليها لعقود طويلة باسم العادات والتقاليد والدين متحدية التهميش ورافضة للسكوت عن الظلم.
على مدار سنوات الحرب واجهت النساء السوريات أهوالا لا توصف من الاعتقال واللجوء إلى الفقد والتشريد ومع ذلك بقين صامدات يتحملن العبء الأكبر في الحفاظ على الأسرة والمجتمع واليوم ونحن نقترب من مرحلة ما بعد النظام تقف المرأة السورية أمام تحديات جديدة لا تقل صعوبة عن تلك التي عاشتها خلال الحرب.
في المرحلة الانتقالية القادمة ستكون معركة المرأة من أجل استعادة حقوقها السياسية والاجتماعية أكثر أهمية من أي وقت مضى لن تكون المرأة متفرجة على إعادة بناء سوريا بل ستكون في قلب هذه العملية حاملة حلمًا وشغفًا بمستقبل أفضل لأجيالها القادمة فالمشاركة السياسية لم تعد ترفا أو خيارا بل أصبحت ضرورة لانتزاع حقوق مشروعة وإزالة الحواجز التي وضعها النظام السابق لعزل المرأة وتهميشها.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية ستكون من أكبر العقبات خاصة مع تدهور البنية التحتية وغياب مؤسسات الدعم لكن هذه المرحلة قد تكون أيضا فرصة ذهبية لإعادة بناء المجتمع بشكل عادل وشامل وجود النساء في مواقع صنع القرار ليس فقط حقا لهن بل هو عنصر ضروري لاستدامة التغيير وضمان عدم تكرار أخطاء الماضي.
اليوم تتوفر فرص جديدة للنساء للمشاركة الفاعلة في مجالات السياسة الاقتصاد والمجتمع المدني هذه اللحظة التاريخية تستدعي تمكين النساء وتوسيع مشاركتهن في صياغة دستور جديد ووضع قوانين تحفظ حقوقهن وتضمن مساواتهن في العمل والتعليم والرعاية الصحية.
المرأة السورية ليست فقط مناضلة أو ناشطة بل هي صانعة للتغيير وهي من سيساهم في قيادة سوريا نحو السلام والاستقرار والعدالة بإيمانها شجاعتها وإصرارها ستواصل المرأة السورية نضالها ويجب أن يعترف بهذه التضحيات على المستوى المحلي والدولي.
لقد أثبتت المرأة السورية أنها عنصر أساسي في بناء مجتمع مستدام وآمن ومع بداية فجر جديد في تاريخ سوريا ستكون المرأة في قلب هذا التغيير حاملة الأمل وصانعة المستقبل.
آلاء الحمد- عضوة المجلس المركزي في حزب الوطن السوري.