أكد عضو المجلس المركزي لحزب الوطن السوري، محمد جفال، في حديث حول التطورات الأخيرة في مدينة حلب، أن “سيطرة الفصائل المسلحة على أجزاء واسعة من المدينة وانسحاب قوات حكومة دمشق، يشكلان تصعيداً خطيراً ستكون له تداعيات كارثية على الوضع الإنساني للمدنيين”.
وأوضح جفال أن “هذا التصعيد يعكس واقعاً مأساوياً يتكرر منذ بداية الأزمة السورية، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر نتيجة الاشتباكات والقصف العشوائي وانعدام الخدمات الأساسية”. وأشار إلى أن “هناك الآلاف من الأسر العالقة وسط هذه الظروف الصعبة، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية”.
وأضاف جفال: “لا يمكننا إنكار أن هناك أيادٍ إقليمية تدفع بهذا التصعيد، وعلى رأسها تركيا، التي تسعى لتحقيق أجندات سياسية على حساب الاستقرار في سوريا”. وتابع قائلاً: “الدعم التركي لهذه الفصائل المسلحة ليس جديداً، ولكنه اليوم يهدف إلى إعادة صياغة المشهد السوري بما يخدم مصالحها التوسعية”.
وفيما يتعلق بمسألة عودة سوريا إلى المربع الأول، شدد جفال على أن “هذه التطورات تُظهر أن الأزمة السورية تعود إلى نقطة الصفر، حيث تتجدد الصراعات المسلحة وتتراجع فرص الحل السياسي”. وأضاف: “بدلاً من التوجه نحو بناء مستقبل مستقر لسوريا، نرى أن القوى الإقليمية والدولية تستغل الوضع لتحقيق مصالحها، ما يجعل الحل بعيد المنال”.
واختتم محمد جفال حديثه بالدعوة إلى “ضرورة تضافر الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لوضع حد لهذا التصعيد، والتركيز على إيجاد حلول سياسية تضمن حقوق الشعب السوري واستقراره”.