بمجرد أن يذكر العنف الممارس على المرأة يتبادر إلى الأذهان حالات العنف الجسدي التي كانت ولازالت تمارس على المرأة في بعض المجتمعات.
ولكن مع تعاقب المراحل التاريخية والتغيرات التي مرت بها البشرية يمكن القول أن مفهوم العنف ضد المرأة لم يعد يقتصر على الضرب والتعذيب الواقع على جسد المرأة بل أتسع هذا المفهوم ليشمل حالات أخرى تم الاتفاق عليها عالميا على أنها تعتبر من أشكال العنف الموجه ضد المرأة مثل حالات الطلاق الغير مبرر وزواج القاصرات وتوجيه الشتائم وحرمان المرأة من رؤية أطفالها بعد انفصالها عن زوجها وتمسك الأخير بحق حضانتهم ولعل أن الابتزاز الالكتروني من أكثر حالات العنف الموجهة ضد المرأة انتشار في وقتنا الراهن.
وهنا لابد من التعريج على كل أشكال العنف التي عانت منه المرأة السورية ولا زالت تعاني في ظل ظروف الثورة السورية على امتداد سنواتها الثلاث عشرة خصوصا في مخيمات اللجوء حيث باتت المرأة السورية تعيش ظروفا تشبه إلى حد بعيد تلك التي عاشتها المرأة في مراحل تاريخية سابقة وظاهرة الجواري وأسواق النخاسة وهنا لابد من أن نذكر أن تنظيم داعش الإرهابي حاول أن يعود بالمرأة إلى تلك المرحلة المظلمة من تاريخها عندما قام بمهاجمة الكثير من المناطق وخطف القاصرات ومارس أبشع أنواع العنف ضد المرأة واليوم والعالم كله ينادي بمناهضة كل أشكال العنف الموجه ضد المرأة ومع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف في الخامس والعشرين من تشرين الثاني لابد من العمل على تعميق معرفة المرأة بحقوقها والعمل على توعيتها فكريا وسياسيا كي تصبح قادرة على ممارسة كل حقوق الدفاع عن النفس جسديا وفكريا.
ولعل أن المرأة قطعت شوطا بعيدا في شمال شرق سوريا في مجال مناهضة العنف ضد المرأة حتى وصلت المرأة إلى مراحل متقدمة يمكن اعتبارها نموذج يحتذى به.
ونحن في حزب الوطن السوري أولينا في وثائقنا المرأة مكانة خاصة خصوصا المرأة الريفية باعتبارها تشاطر الرجل المسؤولية في كل مناحي الحياة ونعمل دائما من خلال برامج عمل مدروسة وفق أسس علمية على تعميق وعي المرأة وتمكينها قولا وعملا لتأخذ دورها الفاعل في شتى مجالات الحياة.
بقلم رئيسة مكتب المرأة في حزب الوطن السوري –
راية عليوي