أكد الصحفي والناشط في الشأن العام،رواد بلان، في لقاء أجراه المكتب الإعلامي لحزب الوطن السوري، أن الحراك الشعبي الأخير في السويداء له أسباب ودوافع، مشيراً إلى أن هذا الحراك هو نتيجة تراكمات لأزمات اقتصادية واجتماعية ممتدة لعقود. وأوضح بلان أن “التدهور في الوضع الاقتصادي، وضعف التمثيل الحقيقي، إضافة إلى حالة التفكك الاجتماعي”، أسهمت في تحضير الأرضية لهذا الحراك.
وأشار بلان إلى أن ارتفاع أسعار المحروقات في العام الماضي كان الحدث الذي فجّر الأوضاع، حيث أثر الارتفاع على أسعار النقل والبضائع بشكل غير مسبوق، مما خلق حالة من الصدمة في صفوف المواطنين. وأضاف أن العديد من وسائل النقل توقفت في حينها، وتراجعت حركة التجارة في انتظار استقرار الأسعار، وهو ما أسهم في إشعال شرارة الحراك.
وأوضح أن غياب الآليات المؤسساتية والافتقار لحكم محلي يمكنه معالجة الأزمات زاد من حدة الاحتجاجات، إذ تحولت سريعا من مطالب معيشية إلى احتجاجات سياسية، محملةً السلطة المركزية كامل المسؤولية عن الأوضاع المتدهورة.
وذكر بلان أن الاستمرار في الأزمة السورية دون حلول واضحة للأزمات المعيشية أدى إلى تفاقم الاحتجاجات في السويداء، إذ لم يتم التوصل إلى أي حلول تفاوضية أو حوارية حتى الآن. وأشار إلى ان وجود حلول أمنية يشكل خطر الانزلاق في سناريوهات خطيرة وقد تشكل فرصة لقوى خارجية لتدخل جديد في البلاد ويساهم في خلط الأوراق ويزيد من تعقيد الوضع.
وفي ختام حديثه، أكد بلان أن طول أمد الحراك يشكل تحديا كبيرا، حيث يؤدي إلى تعب ويأس المتظاهرين من جدوى الحراك السلمي ويعمق الشرخ بين المجتمع والدولة، مشيرا إلى تراجع أعداد المشاركين مقارنةً بالبداية نتيجة عدم تحقيق تغيير يخفف الاحتقان المجتمعي، لكن هذا لا يغير من حقيقة وجود أزمة عميقة في السويداء تحتاج إلى حل. ومع ذلك، فإن الناشطين السياسيين الأساسيين لا يزالون يواصلون هذا الحراك، على أمل الضغط لإيجاد حلول واقعية، رغم عدم وجود استراتيجية واضحة تضمن نجاح هذا الحراك أو تؤدي إلى تغييرات ملموسة في الوقت القريب.