أكد الناطق الرسمي باسم حزب الوطن السوري، الدكتور محمد درويش، أن استمرار إغلاق معبر تل كوجر (اليعربية) بقرار أممي بعد استخدام الفيتو الروسي والصيني، مبينا الآثار العميقة التي خلّفها هذا الإغلاق على حياة السوريين في شمال وشرق سوريا. وأكد درويش أن هذا القرار يجسد ازدواجية واضحة في التعامل مع القضايا الإنسانية، إذ تُستغل القضايا الإنسانية لأجندات سياسية، وتترك معاناة النازحين السوريين تتفاقم دون حلول فعلية.
وأوضح درويش أن معبر تل كوجر، الذي أغلق عام 2020 بفيتو روسي وصيني، كان يعد شريانا رئيسيا لتخفيف معاناة النازحين والمهجرين قسرا من مناطقهم بسبب سيطرة تركيا والفصائل المسلحة الموالية لها على مناطق واسعة، أبرزها عفرين ورأس العين وتل أبيض. وأضاف أن إغلاق المعبر أدى إلى تردي الأوضاع المعيشية، إذ يعيش النازحون في ظروف قاسية تفتقر إلى أبسط متطلبات الحياة الأساسية، مثل الغذاء والمياه والرعاية الطبية.
وشدد درويش على التأثير المباشر لإغلاق المعبر على القطاع الصحي في شمال وشرق سوريا، الذي أصبح يعاني من نقص شديد في الإمدادات الطبية الضرورية واللقاحات الحيوية للأطفال، مما ترك أثرا سلبيا على الصحة العامة خاصة في ظل تزايد احتياجات الرعاية الصحية. وأضاف أن الكثير من المناطق باتت تفتقر إلى الوسائل الطبية الأساسية، ما يجعل تقديم الرعاية الصحية اللازمة تحديا كبيرا للعاملين في هذا المجال.
ومن الناحية الاقتصادية، أوضح درويش أن إغلاق معبر تل كوجر كان له أثر كبير على الوضع الاقتصادي في المنطقة، حيث حُرمت شمال وشرق سوريا من حركة التبادل التجاري مع العراق، وهو ما كان من شأنه أن يُنعش الاقتصاد المحلي ويساهم في توفير فرص عمل وتحسين سبل العيش للسكان. وأكد أن استمرار إغلاق المعبر يعني زيادة الأعباء الاقتصادية على السوريين في المنطقة وحرمانهم من الانفتاح التجاري الذي قد يسهم في التخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بهم.
وأشار درويش إلى أن هناك مناشدات مستمرة من المنظمات الإنسانية الدولية لإعادة فتح المعبر، لكن تلك الجهود تواجه تعنتا من جانب الدول الداعمة لحكومة دمشق، التي تستمر في استخدام حق النقض (الفيتو) داخل مجلس الأمن الدولي لجعل المعبر ورقة ضغط سياسي، بهدف إجبار المنظمات الإنسانية والإغاثية على التنسيق مع حكومة دمشق كشرط لدخول المساعدات.
واختتم درويش حديثه باسم حزب الوطن السوري بمطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ومفوضية اللاجئين بالتحرك الفوري للضغط على الحكومتين الروسية والصينية للتراجع عن موقفهما، ورفع الحظر عن معبر تل كوجر استنادا إلى مبادئ الإنسانية، بعيدا عن التسييس، لتخفيف معاناة السكان المحليين وضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية.