مع اقتراب الذكرى السابعة لتحرير الرقة، يظهر هذا الحدث كمحطة مفصلية في مسيرة تحرير شمال وشرق سوريا. لقد شكل تحرير المدينة ضربة قاصمة لتنظيم داعش الإرهابي، الذي اتخذ من الرقة عاصمة له. فتح هذا الإنجاز المجال لتحقيق الاستقرار في المنطقة ومهد الطريق لتحرير بقية المناطق التي كانت تعاني تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية.
استجابة أهالي الرقة بعد التحرير كانت إيجابية وملهمة، حيث أبدوا دعماً كبيراً للقوات وساهموا في إعادة الحياة إلى مدينتهم، مما ساعد في جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار بالتعاون مع الإدارة الذاتية.
كان لدور قوات سوريا الديمقراطية أثرا كبيرا في تأمين المدينة ومنع عودة الخلايا الإرهابية إليها، حيث كانت هذه القوات الركيزة الأساسية في استتباب الأمن ودعم الإدارة الذاتية لتنظيم الخدمات الأساسية وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
لم يكن تحرير الرقة مجرد انتصار عسكري فحسب، بل أسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في باقي مناطق شمال وشرق سوريا، وقضى على التهديدات التي كانت تواجه المنطقة. أثبتت هذه المعركة قدرة قوات سوريا الديمقراطية على مواجهة التحديات الأمنية الكبرى، مما أعاد ترتيب توازن القوى في سوريا والمنطقة وأضعف التنظيمات الإرهابية بشكل كبير.
من الدروس المستفادة من معركة تحرير الرقة أهمية التكاتف بين القوات العسكرية والمجتمع المحلي لتحقيق النجاح في مواجهة التحديات، بالإضافة إلى التخطيط الجيد واستخدام الاستراتيجيات الفعالة. تمثل هذه التجربة دليلاً على كيفية مواجهة التهديدات المستقبلية وتعزيز الأمن في المنطقة.
للحفاظ على مكتسبات التحرير، يتطلب الأمر تعزيز التعاون بين القوى الأمنية والمجتمع المحلي، واستمرار دعم الجهود الإدارية والخدمية التي تلبي احتياجات السكان، فضلاً عن العمل الاستخباراتي لملاحقة الخلايا النائمة ومنع عودة النشاطات الإرهابية.
وفي هذه الذكرى، يتجلى فخر واعتزاز لأبناء الرقة وأهالي شمال وشرق سوريا، حيث يصمد هؤلاء الأفراد ويحققون إنجازات أمام التحديات. تبرز هذه الذكرى قوة الوحدة بين مكونات المجتمع، إذ أن تحرير الرقة جسّد وحدة الصف بين جميع مكونات المنطقة في مواجهة الإرهاب، وهي روح يجب الحفاظ عليها لتحقيق مستقبل أفضل وآمن للجميع.
بقلم نائب الأمين العام لحزب الوطن السوري: احمد الحسين