بدعوة من منظمة التعاون الإنمائي والإنساني وبالشراكة مع وزارة الخارجية الاتحادية السويسرية انعقد في مدينة الحسكة مؤتمر تحت عنوان “التعامل مع الماضي – نحو آلية سورية لبناء السلام” وذلك في إطار الجهود المشتركة لتعزيز مسارات العدالة الانتقالية والمصالحة المجتمعية في سوريا.
شهد المؤتمر مشاركة عدد من القوى والأحزاب والشخصيات السورية، من بينهم عضوة المجلس المركزي في حزب الوطن السوري الرفيقة شيماء الخلف، التي شاركت ممثلة عن حزب الوطن السوري
تضمن اليوم الأول للمؤتمر عروضا مفاهيمية حول ركائز التعامل مع الماضي وتجارب دول أخرى إضافة إلى نقاشات موسعة تناولت سبل تطبيق العدالة الانتقالية في سوريا وسبل إنصاف الضحايا وتقييم استجابة السلطات المختلفة بما في ذلك الحكومة الانتقالية والإدارة الذاتية لملفات الحقيقة والعدالة كما بحث الحاضرون سبل صنع فرص حقيقية لبناء السلام تستند إلى معالجة الماضي وفتح حوار وطني جامع.
وفي معرض إجابتها على بعض الاسئلة الموجهة لها أكدت شيماء الخلف أن الشعب السوري يحمل ذاكرة مثقلة بالانتهاكات التي لا تغتفر مشددة على أن إنصاف الضحايا يبدأ عبر محاكمات عادلة وآليات قضائية وشبه قضائية تشمل جبر الضرر والتعويض المالي والمعنوي معضمان عدم الإفلات من العقاب.
وأضافت الخلف أن السلام في سوريا لا يمكن بناؤه دون إطلاق حوار وطني شامل يجمع كل المكونات ويرسخ العدالة الاجتماعية والديمقراطية مشيرة إلى أن تطبيق العدالة الانتقالية، رغم التحديات هو الخطوة الضرورية لمعالجة إرث الانتهاكات وبناء دولة جديرة بتضحيات السوريين.
وشددت الخلف على أن العدالة الانتقالية ليست إجراء قانوني فقط بل مسار أخلاقي وإنساني ينصف من دفع الثمن الأغلى ويؤسس لسوريا جديدة تسودها الكرامة والعدالة وتصان فيها ذاكرة الشعب من النسيان أو التلاعب.
وفي ختام اليوم الأول أكد المشاركون في المؤتمر على ضرورة ترجمة النقاشات إلى آليات ملموسة تنفذ على أرض الواقع بما يضمن العدالة للضحايا ويهيئ البيئة اللازمة لبناء سلام مستدام ينهي معاناة السوريين ويعيد الثقة بين المواطن والدولة.