أكد ثابت الجوهر، الأمين العام لحزب الوطن السوري، أن مؤتمر دمشق الذي عُقد مؤخراً افتقر إلى الشرعية والصوابية، وذلك نتيجة سياسة الإقصاء الممنهج التي طالت الأحزاب السياسية والتكتلات المدنية والاجتماعية، إلى جانب تهميش شريحة واسعة من أبناء سوريا، لا سيما في المنطقة الشرقية.
وأشار الجوهر إلى أن حزب الوطن السوري يرى أن هذه السياسات لا تلبي تطلعات السوريين، مع وجود العديد من التحفظات حول آلية عمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر وطريقة توجيه الدعوات. وأوضح أن ما بني على أساس خاطئ لن يحقق نتائج صائبة، وما نتج عن المؤتمر لا يتعدى كونه خطوطاً عريضة فضفاضة، لا تحمل حلولاً حقيقية للأزمة السورية.
وأضاف الجوهر: “كان من الممكن أن يكون المؤتمر خطوة إيجابية نحو سوريا جديدة لو تم التحضير له بشكل شامل وأكثر جدية وواقعية، لكن الطريقة التي انعقد بها جعلته غير قادر على تقديم أي مخرجات حقيقية لحل الأزمة، بل قد يزيد المشهد تعقيداً.”
وفيما يتعلق بطبيعة المؤتمر، تساءل الجوهر عن المعايير التي اعتمدتها اللجنة التحضيرية في توجيه الدعوات، مشيراً إلى حالة التناغم المطلق بين اللجنة والمدعوين، وهو ما يعكس غياب التباين في الطروحات، مما جعل المؤتمر شمولياً ذا لون وطيف واحد، وهو نهج سبق أن عانى منه السوريون لعقود.
وأوضح أن السوريين كانوا يتطلعون إلى تغيير هذا الواقع، لكن المؤتمر لم يكن على قدر التوقعات، بل أضاع فرصة تاريخية كان يمكن من خلالها ترسيخ أسس الديمقراطية والتعددية، إلا أن ما جرى جاء في سياق إعادة إنتاج الاستبداد بصيغة جديدة، وهو ما يثير المخاوف من استمرار معاناة السوريين.
وفيما يتعلق بقدرة المؤتمر على حل الأزمة السورية، شدد الجوهر على أن أي مؤتمر لا يكون جامعاً لكل السوريين، لا يمكن أن يحظى بالمشروعية الوطنية، مشبهاً ما حدث بما كان يجري في أروقة “مجلس الشعب” سابقاً، حيث تُرفع الأيدي وتُتخذ القرارات دون نقاش حقيقي، مؤكداً أن هذه الآليات لا تتناسب مع تطلعات السوريين الذين دفعوا أثماناً باهظة في سبيل التغيير.
أما عن البديل لهذه المؤتمرات الإقصائية، فقد شدد الجوهر على أن عقد مؤتمر وطني شامل يمثل ضرورة ملحة، لكن ذلك يتطلب تغيير الآليات والأساليب المتبعة. وأكد أن المؤتمر الحقيقي يجب أن يكون شاملاً ويضم مختلف الأطياف والتوجهات السياسية، مع وضع أسس واضحة تضمن خروج قرارات فاعلة، وليس مجرد توصيات غير ملزمة تتيح للسلطة اختيار ما يناسبها وتجاهل ما يتعارض مع توجهاتها، كما حدث في مؤتمر دمشق.
وختم الجوهر بالقول: “نعتقد أن هذا المؤتمر جاء بشكل صوري، ولم يرقَ إلى كونه مؤتمراً وطنياً حقيقياً، وبالتالي لن يكون قادراً على تحقيق تطلعات السوريين أو تقديم أي حلول واقعية للأزمة المستمرة.”