عقد حزب الوطن السوري اجتماعاً استثنائياً ضم أعضاء المكتب السياسي ورؤساء الفروع، لمناقشة المستجدات الخطيرة التي تشهدها سوريا، في ظل تفاقم التحديات السياسية والإنسانية. وشدد الاجتماع على أهمية تحمل القوى الوطنية والدولية مسؤولياتها لإنقاذ البلاد من المخاطر المحدقة بوحدتها ونسيجها الاجتماعي. كما تناول الحضور التحركات الإقليمية والدولية وتأثيراتها على القضية السورية، وخلص الاجتماع إلى إصدار بيانٍ هام يعبر عن موقف الحزب من الأحداث الراهنة ويدعو إلى حلول شاملة ومستدامة.
نوه البيان إلى أن ما يجري في سوريا اليوم هو نتيجة مباشرة لتعنت حكومة دمشق ورفضها لكل مبادرات الحل السياسي، واستمرارها في نهج العسكرة الذي أدى إلى تعميق معاناة السوريين، مما خلق بيئة خصبة للأزمات التي تعصف بالبلاد.
أشار البيان إلى أن التطورات الراهنة تمثل تهديداً واضحاً لوحدة وسلامة الأراضي السورية، وتؤكد وجود مخطط ممنهج يسعى إلى تقسيم البلاد وتفتيت نسيجها الاجتماعي. كما أكد الحزب رفضه لمحاولات بعض الأطراف، وفي مقدمتها دولة الاحتلال التركي وإيران، النأي بنفسيهما عما يجري، رغم تورطهما المؤكد في انتهاكات حقوق الشعب السوري، سواء بشكل مباشر أو عبر دعم أطراف النزاع.
دعا البيان التحالف الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب السوري، باعتبارهم أطرافاً فاعلة في المشهد السوري. وطالب بتدخل دولي يركز على دعم وحدة الأراضي السورية وضمان استقرارها بعيداً عن المصالح الضيقة.
شدد البيان على رفض الحزب المطلق لكل أشكال التهجير القسري والتغيير الديمغرافي التي تسعى بعض الأطراف إلى فرضها على السوريين، معتبراً ذلك جريمة حرب موصوفة بموجب القانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
أكد البيان أن الحل السياسي المستدام يكمن في الحوار “السوري-السوري”، القائم على مبادئ القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 2254، بما يضمن تحقيق العدالة والمساواة بين جميع السوريين بعيداً عن الأجندات الخارجية وتضارب المصالح الدولية.
ودعا البيان الشعب السوري، بمختلف مكوناته، إلى التكاتف والوقوف صفاً واحداً في مواجهة أي اعتداء يهدد أمن البلاد وسلامتها، والتمسك بحق الدفاع المشروع عن النفس الذي يكفله القانون الدولي.
اختتم البيان بتجديد التأكيد على ثوابت الحزب الوطنية، والعمل على بناء سوريا حرة موحدة تعددية ولا مركزية.