في لقاء أجرته وكالة المرأة JINHA مع عضوة مكتب المرأة في حزب الوطن السوري، فاطمة الفرج، تحدثت عن تداعيات الحروب والنزاعات على النساء في منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص في سوريا وغزة ولبنان. وأشارت إلى أن المرأة كانت الضحية الأبرز لهذه النزاعات، حيث تعرضت لأشكال متعددة من العنف، كالقتل، التهجير، الاعتقال، بالإضافة إلى تزايد ظاهرة زواج القاصرات والحرمان من التعليم. وأكدت أن النساء في مناطق النزاعات يتحملن أيضاً أعباءً إضافية برعاية أسرهن في ظل ظروف صعبة.
وأضافت الفرج أنه رغم ما تعانيه المرأة من آثار الحروب، إلا أن القوانين الداعمة لحقوق النساء لا تزال غائبة، موضحةً أن القرار 1325 الصادر عن الأمم المتحدة، والذي ينص على حماية النساء والأطفال أثناء النزاعات، لم يطبق عملياً. ولفتت إلى أن عدم تفعيل مثل هذه القرارات يسهم في تفاقم العنف ضد المرأة وقد يؤدي إلى كوارث إنسانية على المدى الطويل.
كما أوضحت أن تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في مناطق النزاع يزيد من انتشار زواج القاصرات، ويدفع العديد من النساء إلى التخلي عن التعليم والقبول بوظائف بظروف سيئة واستغلالهن. وأشارت إلى أن المرأة في شمال وشرق سوريا واجهت ظروفاً استثنائية تحت سيطرة داعش، حيث فرضت عليها قوانين ظالمة حولتها إلى سلعة تباع وتُشترى في أسواق النخاسة.
وتابعت الفرج أن معاناة النساء لم تتوقف بعد تحرير مناطقهن من داعش، حيث جلب الاحتلال التركي لمناطق مثل عفرين ورأس العين وتل أبيض موجة جديدة من العنف والاعتداءات، التي طالت القياديات والمدافعات عن حقوق المرأة دون أي ردع قانوني أو دولي لهذه الممارسات.
وختمت فاطمة الفرج حديثها بدعوة النساء إلى تصعيد النضال ومقاومة كافة أشكال التهميش والعنف، مؤكدةً أن المرأة في شمال وشرق سوريا نظمت نفسها وأسست قوات حماية خاصة بها، إلى جانب حركات نسوية تعمل من أجل حقوق جميع النساء المضطهدات في سوريا وخارجها، ومشددةً على ضرورة العمل على تعزيز مكانة المرأة وفرض حقوقها بالرغم من جميع التحديات.