في ظل التطورات المتسارعة على الساحة الإقليمية والدولية، أكد عبد القادر الموحد، المستشار العام لحزب الوطن السوري، في حوار مع صحيفة روناهي، أن التحولات الجارية في التحالفات الإقليمية والسياسات الدولية تؤثر بشكل كبير على مسار الحل السياسي في سوريا. الموحد أشار إلى أن التقارب بين السعودية وإيران، وتغير مواقف تركيا، قد يفتح فرصا للحوار، لكنه في الوقت ذاته قد يزيد من تعقيد الأوضاع تبعا للتفاهمات الجديدة.
أوضح الموحد أن التطورات الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك التحولات في التحالفات الإقليمية والتغير في السياسات التركية، يمكن أن تفتح فرصا جديدة للحوار في سوريا أو تزيد من تعقيد الحلول، اعتمادا على التفاهمات التي قد تنشأ بين الأطراف المختلفة. وأضاف أن الوضع الداخلي المتدهور في سوريا، لا سيما الضغط الاقتصادي والمشاكل الاجتماعية، قد يدفع حكومة دمشق نحو التفاوض، أو يزيد من تمسكها بالحل العسكري، مما يعكس تعقيد المشهد السياسي الحالي.
فيما يتعلق بالحرب الدائرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بدعم من إيران، أشار الموحد إلى أن هذه الحرب ستكون لها تأثيرات حاسمة على مستقبل الحل السياسي في سوريا. فنتائج هذا الصراع قد تؤدي إلى تغييرات في التحالفات الإقليمية التي تؤثر على الدور الإيراني في سوريا، وبالتالي إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة.
وحول التحركات الإسرائيلية المستمرة في سوريا بدعم غربي، قال الموحد إنها تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني، لكنه استبعد إمكانية إزاحته بالكامل نظرًا لعمق التداخل الإيراني في سوريا على المستويات العسكرية، الاقتصادية، والسياسية. وأكد أن التحركات الإسرائيلية تركز على احتواء النفوذ الإيراني، وليس بالضرورة القضاء عليه، مشيرا إلى أن المواجهة حول هذا الدور قد تستمر لفترة طويلة.
وبخصوص التدخلات التركية في الشمال السوري، أشار الموحد إلى أن تركيا تلعب دورا رئيسيًا في رسم التوازنات في إدلب والمناطق الحدودية، حيث تتحكم في العديد من الفصائل المسلحة، مثل هيئة تحرير الشام. ورغم العلاقات الجيدة بين تركيا وتلك الفصائل، إلا أن الموحد حذر من أن التحشيدات العسكرية قد تؤدي إلى تصعيد خطير. تركيا تجد نفسها في موقف حرج، حيث تسعى لتحقيق أهداف استراتيجية، مثل منع تدفق اللاجئين وضرب الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، بينما تحاول في الوقت ذاته الحفاظ على استقرار نسبي في إدلب، دون الانخراط في مواجهة مفتوحة مع القوى المسلحة هناك.
حول إمكانية التصعيد العسكري في إدلب وحلب، توقع الموحد أن تشهد المنطقة اشتباكات جديدة في ظل تحشيد هيئة تحرير الشام وتزايد الضغط الدولي على الأطراف المتنازعة. وأشار إلى أن أي تصعيد كبير قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة، خاصة مع وجود ملايين النازحين في المنطقة، مما يزيد من الضغط على الأطراف الدولية والإقليمية للبحث عن حلول تهدئة جديدة. إلا أنه لم يستبعد حدوث اشتباكات محدودة لتعزيز مواقع النفوذ على الأرض.
وفيما يتعلق بقطار التطبيع مع حكومة دمشق، أكد الموحد أن العملية تشهد تقدما بطيئا، سواء مع الدول العربية أو تركيا، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة. أبرز هذه التحديات تتمثل في الاحتلال التركي لبعض المدن السورية، وموقف تركيا من الإدارة الذاتية، بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق، وخاصة عقوبات قيصر. وأضاف أن النفوذ الإيراني المستمر في سوريا يعقد جهود التطبيع بشكل كبير، خاصة في ظل الخلافات الخليجية حول هذا الدور.
في ختام حديثه، شدد الموحد على ضرورة البحث عن حلول سياسية عاجلة للأزمة السورية، محذرا من أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية في البلاد، ويزيد من تعقيد مسار الحل السياسي.